هذه هي الأفلام المرشّحة للأوسكار… وهذه نسب حظوظ كل منها
تتنافس هذه السنة ثمانية أفلام على جائزة “أوسكار” أفضل فيلم روائي، وهي أفلام تمكّنت من شق طريقها إلى الشاشة الكبيرة أو إلى منصّات العرض، رغم تسبّب جائحة “كورونا” بإقفال العديد من دور السينما، وتقليصها عدد الإنتاجات إلى حدّها الأدنى بسبب ظروف التصوير الصعبة.
فما هي الأفلام التي تتنافس هذا العام، ومن منها يقترب من الفوز؟
The Father اقتُبس من مسرحية للفرنسي فلوريان زيلر الذي تولى إخراج الفيلم أيضاً، وهو من بطولة أنتوني هوبكنز، ويأخذ المشاهد في رحلة مرعبة في عالم خرف الشيخوخة.
وتدور أحداث الفيلم في شقة لندنية طرد منها العجوز العنيد أنتوني (هوبكنز) الممرضة التي تتولى رعايته، بعدما طرد مجموعة كبيرة من اللواتي سبقنها، مما اضطر ابنته آن (أوليفيا كولمان) إلى السعي إلى إيجاد بديل بسرعة.
لكن المظاهر غالباً ما تكون خادعة في حياة هذا الأب غير الهادئ الذي تتدهور قدراته بوتيرة سريعة.
حظي الفيلم بالاستحسان خلال مهرجان صندانس في كانون الثاني/يناير 2020، ولا سيما لجهة أداء أنتوني هوبكنز، ومع ذلك، فإن The Father ليس من بين الأوفر حظاً لأوسكار أفضل ممثل.
-شهد العام الفائت الكثير من الأفلام التي أنتجها وأدارها مخرجون سود وشارك فيها ممثلون سود، لكن فيلم Judas and the black messiah هو الوحيد الذي تمكن من انتزاع ترشيح لجائزة أوسكار أفضل فيلم روائي طويل.
بعيداً من المعايير المألوفة في أفلام السيرة الذاتية، يتناول الفيلم القصة المأسوية لفريد هامبتون (دانيال كالويا) من زاويتين: الأولى من منظور زعيم حركة بلاك بانترز نفسه، والثانية من منظور مخبر مكتب التحقيقات الفيدرالي (إف بي آي) الذي خانه وليام اونيل (ليكيث ستانفيلد.)
وتدور أحداث الفيلم الذي أنتجه مخرج فيلم الأبطال الخارقين »بلاك بانتر« بمدينة شيكاغو في ستينات القرن العشرين، ويتمحور على جهود هامبتون لتعبئة الجماهير ضد عنف الشرطة الذي استهدف السود، في وقت كان عناصر FBI يحاصرونه ومناصريه.
-ومع أنه كان آخر الأفلام التي دخلت السباق إلى الأوسكار إذ عُرض للصحافة في شباط/فبراير، تمكن من أن يحصد ما مجموعه ستة ترشيحات.
تصدّر Mank قائمة الترشيحات لجوائز الأوسكار هذه السنة، إذ حصل على عشرة منها، وهو يتناول العصر الذهبي لهوليوود، وتولى إخراجه ديفيد فينشر.
حصل Mank الذي أنتجته Netflix وتولى إخراجه ديفيد فينشر على عشرة ترشيحات للجوائز المرموقة التي تمنحها الأكاديمية الأميركية لفنون السينما وعلومها، شملت فئات أفضل فيلم وأفضل ممثل (غاري أولدمان) وأفضل مخرج وأفضل ممثلة في دور مساعد (أماندا سيفريد) وعدداً من الفئات الفنية.
والفيلم الذي صوّر بكامله بالأبيض والأسود، يتناول بطريقة بالغة الرومانسية ولادة فيلم أورسون ويلز (سيتيزن كين) والسيناريو الذي كتبه هيرمان مانكيفيتش (أدى دوره غاري أولدمان).
نظرياً، تتوافر في Mank مميزات كثيرة تجعله يكسب إعجاب السينمائيين الأعضاء في أكاديمية الأوسكار، لكن الآراء كانت متفاوتة، ويبدو أن من غير المرجح أن يفوز بجائزة أفضل فيلم روائي طويل.
-كان المخرج الأميركي من أصل كوري جنوبي لي أيزك تشانغ على وشك اعتزال الإخراج ليمتهن التدريس عندما صوّر Minari المستوحى بشكل كبير من طفولته.
ومع أن حوارات الفيلم تدور باللغتين الإنكليزية والكورية، يُعدّ Minari قصة أميركية بشكل اساسي، إذ يتناول قصة مهاجرين تركوا كل شيء وراءهم وانتقلوا إلى حيث يمكنهم بناء مستقبل لأنفسهم. ويتمحور Minari حول قصة عائلة من أصل كوري جنوبي تنتقل إلى منطقة أركنسو الريفية في ثمانينات القرن العشرين سعياً إلى حياة جديدة والعمل في مجال الزراعة.
جمع الفيلم ممثلين ناطقين بالكورية من ضفتي المحيط الهادئ، منهم ستيفن يون الذي اشتهر من خلال سلسلة Walking dad والنجم الكوري الجنوبي يوه جونغ يون. ويسعى الفيلم إلى تصوير العلاقات الحميمة داخل هذه الأسرة دون الخوض في مسائل الاندماج أو العنصرية.
قوبل فيلم Minari بالإعجاب حيثما حلّ، وثمة توافق على ترشيحه، وقد يحقق المفاجأة بفضل نظام التصويت “التفضيلي” الخاص للغاية المعمول به في فئة أفضل فيلم روائي طويل.
-نادراً ما يهيمن فيلم ما على مهرجانات الخريف ويستمر في كونه الأوفر حظاً للفوز بعد أشهر لجوائز الأوسكار، كما هي حال Nomadland الذي يشكّل مزيجاً هجيناً فريداً من نوعه من أفلام الطرق والدراما الاجتماعية والأفلام الوثائقية، من خلال متابعته سكان المقطورات الأميركيين الذين يعيشون على الطرق بعدما فقدوا كل شيء في أزمة الرهن العقاري.
ومعظم الممثلين في فيلم كلويه جاو هواة يؤدون شخصياتهم الخاصة، فيما تؤدي الممثلة المحترفة الحائزة جائزة أوسكار فرانسيس ماكدورماند، التي أطلقت المشروع وأنتجته، دور الشخصية الرئيسية فيرن.
والفيلم مستوحى بشكل مباشر من كتاب يحمل الاسم نفسه نشرته في العام 2017 الصحافية الأميركية جيسيكا برودر بعدما رافقت هؤلاء الرحل ذوي الشعر الرمادي الذين يجوبون الولايات المتحدة في مقطوراتهم الصغيرة، ويعيشون بين الصحاري والوظائف المتواضعة، لكنهم أحرار.
ويتوقع معظم النقاد أن يكون Nomadland الرابح الأكبر في جوائز الأوسكار، وأن يحصل على الجائزة الرئيسية وكذلك على عدد من التماثيل الصغيرة في فئات أخرى.
-لا يتمع Promising young woman بالمقوّمات التقليدية للأفلام التي يمكن أن تحصل على جائزة الأوسكار، لكنّ هذا الفيلم تعمّد ألا يكون نمطياً.
فالفيلم هو الشريط الروائي الأول الطويل للمخرجة إميرالد فينيل، ويتناول قصة كاسي (كاري ماليغان)، وهي شابة تسعى إلى الثأر لاغتصاب زملائها السابقين في الكلية صديقتها المقربة.
وقررت كاسي الإفادة من الفرصة لبث الرعب بين رجال المدينة التي تنتمي إليها، وأولئك الذين ترى أنهم متواطئون معهم. وتنصب الشابة المكامن لهؤلاء في الحانات. تتظاهر بأنها ثملة من أجل جذب الرجال الذين يلعبون دور الطيبين إليها ودفعهم إلى الكشف عن كراهيتهم للنساء.
حصل الفيلم على خمسة ترشيحات في المجمل، وهو مؤهل للفوز بجائزة الأوسكار لأفضل فيلم روائي طويل، لكن نظام التصويت عادة لا يكون مواتياً للأفلام التي أثارت الجدل، كما هي الحال بالنسبة لهذا الشريط.
-كان موسم الجوائز بمثابة رحلة طويلة لفيلم Sound of metal بدأت عام 2019 في مهرجان تورنتو السينمائي، وهو اكتسب زخماً تدريجياً من الاستحسان.
في ما يتعلق بجوائز الأوسكار، حصل هذا الفيلم المستقل ذو الميزانية المنخفضة على ستة ترشيحات، وهو إنجاز لعمل يتناول موضوعاً محبطاً إلى حد ما وليس شائعاً للغاية، عن قصة عازف طبول موسيقى الهيفي ميتال روبن (يؤدي دوره ريز أحمد) الذي يفقد سمعه ويعاني أيضاً من مشاكل الإدمان، فيصبح ممزقاً بين رغبته في استعادة قدراته السمعية بمساعدة غرسات باهظة الثمن، وراحة البال التي يبدأ في العثور عليها داخل مجتمع الصم.
ومع أنه من بين الأفلام الأقل حظاً في الفوز، نجح فيلم Sound of metal في تسليط الضوء على ضعاف السمع وعلى كيفية معاملة الأشخاص ذوي الإعاقة في هوليوود. وقد يتمكن من الفوز بتماثيل صغيرة في الفئات الفنية، وخصوصاً في تلك الخاصة بالصوت.
-يتمتع The trial of the chicago 7 بمعظم المؤهلات المطلوبة في فيلم لكي يكون قادراً على انتزاع جائزة الأوسكار الكبرى، ومنها طاقم ممثلين مرموقين ومخرج وكاتب مخضرم وقصة تتناول موضوع الساعة وخصوصاً أن الفيلم تزامن مع الاحتجاجات الضخمة المناهضة للعنصرية في الصيف الماضي والانتخابات الرئاسية المثيرة للجدل.
وكان ستيفن سبيلبرغ نفسه هو من طلب من آرون سوركين كتابة قصة عن أعمال الشغب ضد حرب فيتنام في شيكاغو عام 1968 والقمع الشرطي والقضائي العنيف الذي أعقب ذلك.
وانتهى الأمر إلى أن يتولى سوركين، مبتكر سلسلة West Young أيضاً الإخراج، فجذب نجوماً مثل مارك رايلانس وفرانك لانجيلا وساشا بارون كوهين وإدي ردماين، وهو طاقم تمثيلي استحق عنه الفيلم أخيراً جائزة نقابة الممثلين الأميركية.
ويرى الخبراء في الجوائز الهوليوودية أن الفيلم الذي يمكن أن يحرم Normaland الفوز بالأوسكار الأحد هو The trial of the chicago 7.